كذبتُ عليه وقلت انّي لا أؤمن بالحب...
وان قلبي كـسّارة فيها حجارة وبحص..
وان ساعةَ يدي لا تعملُ على نبض قلبي..
بل فيها بطّارية تشترى من اقرب دكّان..
قلت له ان لا مكان للحب في قلبي..
وان قلبي محشو بالاسفنج المبتّلّ ماءاً..
لذا قد يبدو ثقيلا احيانا...
كذبت..
قلت له انني لا انتظره كل مساء على شرفة قصري..
وانني فقط اعاني الارق بسبب الحرّ الشديد...
كذبت...
قلت له انني لا اغار عليه من أي امرأة..
لان لا منافسة شرسة لي..
أما أنا فأغار من كل نساء الأرض..
من كل أنثى تدور في فلكه...
كذبت...
قلت له انني لا اتألم بسبب الحبّ...
واني جباّرة و عنيدة..
ولكن لا شيء آلمني في حياتي اكثر من الحب..
وغيّر خارطة طريقي..
وهزّ كياني كخيبة الحب...
كذبت...
جعلته يعتقد انها لا تحرّكني كلماته..
جعلته يعتقد انني حجر..
انني لست بشر..
وان الحب ضجر..
وفي الحقيقة..
أنني الماء والهواء ونسمات الفجر..
انا الدمع والآهات وشغف المطر...
كذبت...
جعلته يعتقد انه يتكلّم لوحده..
فلا أحرّك ساكناً حين يحدثني ..
عن حكايات العشق عند الغجر...
كذبت...
جعلته يعتقد انني منافقة..
اقول له ما اقوله لسواه من البشر..
ولم يعلم يوماً...
انه الوحيد على قائمة الرجال في حياتي..
فقد محوت كل الاسماء والصور..
انتظر الحج الى ارضه المقدّسة ..
أدوس عليها بوقار وخفر...
كذبت...
جعلته يعتقد انني لا اشتهي مائدته..
أما انا فكدت أفقد صوابي من جوعي اليه..
ولكني أردت أن أشبع عنفواني..
بكلام فارغ عن الكبرياء والكبر...
كذبت...
وكذبت...
وكذبت.....
ولكن كيف اتوقع منه ان يصدق أكاذيبي...
كل أكاذيبي..
انا التي طبعت قبلاتي على منديل..
ورميته على سريره ..
وهو نائم بسبات ملائكي؟
كيف سيصدّق أكاذيبي..
وأنا التي احتسيت كأس نبيذه..
وتركت احمر شفاهي عليه؟
كيف سيصدق اكاذيبي...
وأنا التي تركت نسخات من قصائدي..
في درجه الممتلئ أسرارا؟
وان لم يشك يوما انني انا من فعل هذا سرا
فقد نسيت تفصيلا صغيراً ..!!
يا لسذاجتي، ما كان اغباني
فانا نسيت اطفاء النور في شرفتي
وأنا أحيك اسمه على وسادتي؟