أن مولد خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ، شكل ميلاد أمة كانت وستظل خير أمة أخرجت للناس ، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتواصل دورها النبيل في خدمة البشرية جمعاء ، مستندة إلى رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم بمفاهيمها السمحة لتخرجها من دياجير الظلام إلى نور الهداية الربانية
أنه بمولد الرسول الأعظم الهادي الأمين محمد بن عبدالله صلوات الله عليه وسلامه ، امتلأت الدنيا نورا وهداية ، فجاءت تعاليم الإسلام السمحة ليعم معها السلام والخير والمحبة والعدل بين الناس أجمعين.
ستذكر القدس ، في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين يسري به الله ، من مكة المكرمة ، الى مدينة القدس ، ومنها يعرج الى السماء ، ونستذكر سر الركعات الاربع ، التي صلاها الرسول ، فصلى اثنتين الى المسجد الاقصى ، واثنتين الى مكة المكرمة ، ليبقى المشهد
إطلالة: مدينة الرسول * ماهر ابو طير ستذكر القدس ، في مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين يسري به الله ، من مكة المكرمة ، الى مدينة القدس ، ومنها يعرج الى السماء ، ونستذكر سر الركعات الاربع ، التي صلاها الرسول ، فصلى اثنتين الى المسجد الاقصى ، واثنتين الى مكة المكرمة ، ليبقى المشهد الروحي مقسوما بين مكة والقدس ، حتى يوم الدين.
حين تتابع ما يحدث في القدس ، تألم بشدة ، على هدم البيوت ، واخلاءات الهدم لبيوت جديدة ، وحفر الانفاق ، تحت المسجد الاقصى ، تحت بانت اثار الحفر ، على ساحات المسجد الاسير ، وتسأل نفسك في اليوم ، مليون مرة ، هل القدس التي نريدها ونعرفها ، هي ذات القدس تحت الاحتلال ، ولماذا يسكت العرب ، على ما يجري في القدس ، من تدمير ممنهج ، من فرض الضرائب ، على اهلها ، الى مصادرة الاراض ، الى بناء المستعمرات والمستوطنات ، الى الاستعداد لهدم ذات المسجد ، وتسأل نفسك عن اثرياء فلسطين واثرياء العرب ، الذين يتفرجون على هدم البيوت ، بسبب الغرامات ، احيانا ، فلا يساعدون احدا؟.
اذا كان كل هذا الكلام ، عن حب الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يتحول الى فعل ، فما نفع هذا الحب الزائف ، هل يريد الرسول ممن يحبه حقا ، ان يتفرج على مدينة الرسول الاولى ، وهي منكوبة اليوم ، بالاحتلال والتغييب والممارسات لتهويد المدينة ، هل يريد الرسول منا ان نتفرج على مدينته ، وهي تحت السلب يوميا ، ومانفع كل العواطف التي نكيلها للقدس ، وما نفع كل المفردات الاعلامية التي يكيلها العالم العربي ، للمدينة ، والتي لا تحمي مواطنا مقدسيا واحدا ، من البطالة او الجوع ، وهل يريد اهل القدس ، مزيد من شعراء العرب ، ليبكوا القدس ، وهل نسترد مثل هذه المدينة ، بكل هذا الكلام المحدب ، وكفى الله المؤمنين القتال.
في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ، نستذكر حبيبته ، ونسلم على القدس ، وارواح من فيها ، وارواح من مضوا لاجلها ، ونترحم على الشهداء ، وندعو للصابرين الثابتين ، وتدمع عيوننا على مدينة الرسول ، التي اراد الله ان يقول لنا ، انها المدينة السماوية ، على هذه الكرة الارضية ، فمنها عرج الرسول الى السماء ، ميناء الرسول في الوصول الى ربه ، وهي المدينة التي يتم تسريب سكانها يوما بعد يوم ، حتى قد تتحول الى مدينة بلا سكان ، وعندها تكون مجرد قطعة اثرية ، يجوز الاختلاف عليها ، وحولها.
تدمع عيناك اليوم ، حين تتطلع الى حالنا ، بعد كل هذه القرون ، فالرجل العظيم الذي ولد في الصحراء ، وفي مدينة بعيدة عن كل الدنيا ، حمل شمسا اشرقت على كل الدنيا ، وهي شمس مشرقة ، لا يؤثر بها ، محاولة كسفها ، او بث السواد من حولها ، على يد المحبين الجهلاء ، وعلى يد الخصوم والاعداء ، تدمع عيناك وتتمنى انك لو كنت مع الرسول ، في مشرق الشمس ، وتصلي وتسلم عليه ، عدد خلق الله ، ومداد كلماته وزنة عرشه ، وتعتذر بروحك بين يدي الرسول ، عن كل المخالفات والاهواء ، وانت تعرف انك في النهاية واقف بين يديه ، وانه لا مهرب منه ، يوم القيامة ، لتطلب شفاعته ، او لتشرب شربة بعد طول ظمأ ، وتسأل نفسك ، بأي وجه سأقف بين يديك يا رسول الله ، هل بأخطائي ام بتركي لكل شيء جاء به الرسول ، ام بخيانتي وضعفي وهواني في قضايا المسلمين ، من القدس الاسيرة ، وصولا الى كل محطة اخرى ، وتعرف انك فرطت في العام والخاص ، فتنحني روحك منذ يومك هذا وتسأل الله العفو والعافية ، ونصلي علي رسول الله ، ونعتذر له ، عما فرطنا في مدينته ، وحين تركناها وحيدة ، وسط الذئاب التي تنهش جسدها ، نصلي على رسول الله ، ونعرف انه سر حياتنا ، وانه روحي وروحكم ، المضيئة كشمس ابدا ، في الدنيا والاخرة.
عرب ومسلمون فرطوا بالقدس ، وسكتوا على استباحتها. كيف سيقابلون ربهم ورسوله؟. سؤال لمن يعرف الجواب؟.